بالرغم من التقدم التقني في مجال التكنولوجيا والالكترونيات المعقدة والمعدات البصرية ، التي تستخدم في أنظمة السيطرة على النيران FCS في الدبابة ، إلا أن بعض القواعد الأساسية لتدمير الدبابة ظلت كما هي دون تغير .
ولتدمير دبابة معادية يجب اكتشافها وتعيينها بما لا يدع مجال للشك ، وأسهل طريقة لاكتشاف وتدمير دبابة أخرى متحركة ، هي أن تبقى الدبابة القانصة في وضع الجسم المستورhull-down-position ، لكن تصبح المسألة أكثر صعوبة إذا كانت الدبابة المعادية الأخرى في نفس وضع الجسم المستور، إذ أن اكتشاف مثل هذا الهدف ، أشبه باكتشاف ذبابة على الجدار البعيد لغرفة واسعة ، لكن بمجرد إطلاق دبابة العدو لمدفعها ، يتم اكتشافها سريعا ، وهذا ربما يكون متأخرا وبعد فوات الأوان ، خاصة إذا كان لديها مدفعي ممتاز ، خلف أجهزة حديثة للسيطرة على النيران .
إن الدبابات لا تقاتل عادتاً من مواقع ثابتة ، وعندما تكون في وضع حركة ، فإن اكتشافها للدبابات المعادية الموجودة في الفضاء المفتوح ستكون صعبة نسبيا ، قياسا بالدبابات الساكنة في وضع الجسم المستور. وهذه حقيقة ثابتة لا يمكن الحياد عنها ، حتى عند استخدام أفضل الوسائل البصرية ومهما كانت التكنولوجيا متقدمة ، فالمراقبة والرصد من دبابة متحركة mobility، تكون محدودة للغاية وقائدها فقط الذي تكون لديه رؤية بانورامية (شاملة ومتعددة الإتجاهات ) أقل إعاقة من باقي الطاقم . إذ أن السائق يكون متفرغا بالكامل لعمله ، يبحث باستمرار عن أفضل طرق محاولاً تفادي العوائق ، أما المدفعي والملقم فكلاهما مقيدان بنطاق أجهزتهما البصرية ، وحتى قائد الدبابة نفسه لا يستطيع إلا تغطية منطقة محدودة فقط في كل مرة ، فإذا كانت الدبابة متحركة والكوات مغلقة ، يتعين عليه هو الآخر الاعتماد على منظومات الرؤية البصرية المتوفرة لديه ، ولهذا فقادة الدبابات المتمرسين يفضلون العمل وهذه الكوات مفتوحة ، مستخدمين أعينهم أو المناظير لمراقبة وتمشيط الأرض ، بحثا عن الأهداف البعيدة مثل الدبابات ، أو طائرات الهيلوكبتر أو مكامن الصواريخ المضادة للدبابات ، التي تشغل من الأرض أو فرق ومجموعات قنص الدبابات .
في كل هذه الظروف تستطيع الدبابة أن تتمتع بميزة التصادم العنيف ، القريب جدا مع دبابات الخصم ، وهذه مخاطرة لا يمكن للأسلحة الأخرى أن تتحملها ، لذلك يجب على قائد الدبابة توزيع مهمة المراقبة على أفراد طاقمه حسب مساحة المنطقة الواجب تغطيتها ، والحاجة لاكتشاف الأهداف في مجال الرمي البعيدة .
ولأجل التحذير المبكر من التهديدات والأهداف ، تصبح وسائل الاتصال التي لا يعوقها شيء ، مسألة حيوية في ظروف القتال الحديث ، لكن الاتصال الالكتروني بالراديو ربما أمكن التشويش jam عليه في أغلب الأحيان، لهذا يجب اللجوء إلى الإشارات المرئية ، مما يتطلب مراقبة ويقظة شديدة من قبل الطاقم crew .
بشكل عام ، يمكن تحديد مستلزمات بقاء الدبابة كما يلي :
-منع الأكتشاف باتخاذ شكل شبح منخفض hull down مع التمويه الجيد عند السكون ، وخفض الأشارات عن أنظمة مراقبة الصور الحرارية المعادية ( تخفيض بصمة المحرك الحرارية قدر الإمكان ) .
-إذا اكتشفت الدبابة ، فعليها اللجوء إلى وضع الجسم المستور والاستخدام السريع لغطاء الدخان وتغير الموقع (وهنا يظهر المستوى الأدائي الرفيع لطاقم الدبابة ) .
-إذا أصيبت الدبابة يجب منع اختراق غرفة القتال عن طريق الحماية العالية للتدريع armour protection .
-إذا حدث الأختراق يجب تعزيز حياة الطاقم عن طريق مقاومة وإخماد النار ،ومنع انفجار الذخائر بواسطة الإجراءات الوقائية (أنظمة الإطفاء الآلية ) . وعمل الترتيبات السريعة لإخراج الطاقم وانقاذه .
لضرب وتدمير الهدف ، يجب أن يكون نظام السلاح دقيقا لإحداث الإصابة من الإطلاقة الأولى ، كما يجب أيضا أن تكون الذخيرة المستخدمة قادرة على اختراق الهدف وتدميره . فقبل عشرين سنة مضت كانت فنون الرمي بسيطة وبدائية للغاية ، إذ كان يستخدم مجال الرمي أو المسار المسطح للمقذوف مخترق الدروع لضبط المدى ، كذلك وضع الشعيرات المتقاطعة لمنظار الإبصار في وسط الهدف ، في مدى حوالي 1000م كحد أقصى فعال ، وهذه كانت أصول اللعبة لمعظم المدفعيين ، حتى أصبح الرماة الذين يتمتعون بقوة إبصار جيدة وتلقوا تدريبا عالياً ، قناصين ممتازين للدبابات .