التقت به وأحبته ... هذه بداية الحكاية التي ...روتها لنا أمواج البحر المتلاحقة على الشاطئ...
فقد كانت الشاهد الوحيد على هذا الحب الذي جمعهم وطوقهم بطوق من أروع الزهور والورود.....
أمواج البحر:نعم أنا الشاهد الوحيد وشاطئ البحر شاهد على كلامي ....لقد التقت به في هحكاية على شاطئ البحر....
بينما كانت تسير على شاطئ البحر ذا المكان وعلى هذه الصخرة التي كانت تحاول أن تلقي بنفسها من فوقها إلى البحر ...لترتاح من هموم الحياة المحزنة وتتخلص من آهاتها وأحزانها...وجراح قلبها النازفة...ألقت بنفسها وحاولت الانتحار ولكن القدر لم يسمح لها فقد كان موجود في تلك الحظه فقد انتشلها قبل أن تلفظ أنفاسها ألا خيره ...ومنعها من المحاولة مره أخرى...
توسلت إليه أن يتركها ..أن لا يمنعها ...أن يتركها تموت لترتاح..ولكنه منعها ...وطلب منها أن لا تعاود هذا الأمر مره أخرى....
وبد أينشد......
إلا يا لله يا عالم بحالي تزيل
تزيل الهم عن قلبي تزيله..
أخذت الأيام مني عز غالي
ولا باليد حيله...
تركها ورحل ...لتلحق به وسألته لماذا يمنعها من ذلك ولماذا ينشد هذه الأبيات الحزينة ....
طلب منها أن تتركه في حاله وتعود إلى المكان الذي تعيش فيه ...تركها ودخل كوخه الصغير ....القريب من البحر...
رجعت إلى المنزل ولكنها لم تستطع النوم ….تنتظر شروق الشمس بفارق الصبر تتجه إلى البحر …تبحث عنه فلا تجد له آثر …
تتجه للكوخ وتقوم بطرق الباب ولكن لا تجد رد…تفتح الباب وتدخل إلى الداخل تجد الكوخ مظلم وحزين …وتجد فيه بقايا طعام على طاولة الطعام وفنجان قهوة لا يزال دافئ وبعض الملابس ومجموعه من الصور المعلقة بطريقه غير مرتبه…
يأتيها صوت من الخلف ماذا تفعلين؟؟
ما الذي جاء بك إلى هنا؟تلتفت لتجده خلفها ..فترد عليه جئت أقدم لك شكري لما فعلته لي بالأمس لأقدم لك هذه الهدية المتواضعة….
قال لها: أنا لم أقم لا بواجبي ولا شكر على واجب …أما بالنسبة للهدية فأنا لأقبل هديه من أحد…شكرا…وهم بالمغادرة من الكوخ …لحقت به وطلبت منه أن يسمح لها بالجلوس معه على شاطئ البحر…
قال لها بأنه لا يستطيع الجلوس لان لديه عمل عليه القيام به …
ركب قاربه وأبحر جلست هي على الشاطىءوهي تنظر إليه وهو يبحر في البحر ويبتعد عن النظر ويختفي بين أمواج البحر المتسابقة للوصول إلى الشاطئ…
بدأت الشمس في الغروب وعاد ووجدها نائمة في نفس المكان الذي تركها فيه…
استفاقت على صوت القارب الذي كان يسحبه إلى الشاطئ
تتساءل كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ووجدت إنها نامت فتره طويلة …تعود إلى المنزل وتترك الهدية في الكوخ على أمل أن يقبل بها…وتظل على هذه الحالة تأتى في الصباح وتعود مع غروب الشمس…بعد عودته..
وتستمر على هذه الحالة قرابة الشهر ..ولكن ف هذا اليوم تأتى كعادتها كل يوم ولكن تجد القارب لا يزال في مكانه وكل شيء على حاله تساءلت ما السبب؟؟؟
تنتظر قرابة الساعة ولكن شئ ما يدفعها لدخول الكوخ للاطمئنان عليه…تتجه إلى الكوخ وتجده شبه مظلم وباب الكوخ مفتوح تدخل لتجده مرمي على سريره لا يستطيع الحراك تناديه فلا تجد رد منه تقترب من السرير وتجد انه مريض وان حرارته مرتفعه تخرج مسرعة وتتصل بالطبيب الخاص بها وفي تلك الأثناء تجلب الماء البارد بهدف أن تخفض درجه حرارته ريثما يصل الطبيب …
يصل الطبيب ويخبرها انه مصاب بالحمى وقد تكون الحمي الشوكية وذلك نتيجة تعرضه للبرد…
تجلس بالقرب منه وتقدم له كل عون ورعاية وتسهر على راحته …ينهكها التعب وتنام على الكرسي بالقرب منه …
تستفيق لتجده يهم بالخروج إلى الخارج ولكنها تمنعه فهوه لا يزال مريض..وبحاجة إلى الرعاية والاهتمام…
يسألها ما لذي يدفعك للعناية بي والاهتمام بحالتي؟؟
لماذا ترعاه؟ تجيبه إنها لأتعلم ولكن هناك شي يدفعها للاهتمام به ورعايته…تشعر بان هناك رابط يربطها به ولكنها لأتعرف ما هو ولا شعوريا تبدأ بسرد حكايتها وكيف إنها وجدت وهي يتيمه الأبوين وأنها تعيش في ذلك القصر الكبير الذي يطل على البحر وحيده بعد موت زوجها بعد فتره طويلة مع المرض…وكيف إنها تعبت من الوحدة والحزن …وكيف إنها أحبت شخص وكيف أن القدر لا يترك أحد فقد توفي في حادث بحري وأنها من حزنها قررت الانتحار ولكنه منعها من ذلك
لم تستطع إكمال حديثها فقد منعتها دموعها من ذلك …
يطلب منها التوقف عن البكاء فهو لا يحتمل أن يرى أحد حزين..
قالت له هل لي أن اعرف أين ؟لم تستطع أن تكمل السؤال فقال لها من؟ أتقصدين الصور ؟هذه زوجتي وابني …لقد ماتوا نعم فقد سرقهم البحر على مرآي مني ..فقد كانوا في رحله بحريه مع أهلها ولكن المركب الذي كانوا فيه تعطل وانجر أمام عيني نعم فقد كنت أراقبهم من بعيد …لم استطع الذهاب معهم لأني كنت في العمل ولم استطع أن افعل أي شيء لهم …
تتساقط الدموع من عينيه …قالت وكيف لم تستطع مساعدتهم ؟على الرغم من عملك في البحر..قال انهم لم يستطيعوا احتمال حروقهم وجروحهم وماتوا قبل أن تصل إليهم المساعدة…ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي بان امنع كل من يحاول الانتحار في البحر أن يقوم بذلك؟؟
عم السكون بينهم ..وسألته لماذا لم تتزوج مره أخرى ..قال فكرت في ذلك ولكن كل مره أفكر فيها بهذا الموضوع أجد طيف زوجتي وطفلي أمام عيني فأتخلى عن هذه الفكرة وأعاهد نفسي أن أكرس حياتي لسعادة الأطفال والناس …
ولكن منذ رايتك أول مره شعرت بشيء غريب يسري في جسدي ولا أعرف ما هو ولكنه شعور غريب ولم اشعر به منذ رحيل زوجتي …احمر وجهها خجلا فسألها هل هو الحب؟
هل ما أشعر به هو الحب ؟ أجيبيني؟
قال لها على الرغم من إهمالي لك ولكنك تم سكتي بي ووجهتي لي كل الاهتمام والرعاية على الرغم من جهلك من أكون….
قالت أنا احبك نعم فمنذ أول مره أنقذتني فيه وأنا احبك نعم احبك ..فقد شعرت بشعور دافئ يسري في جسدي ويمنع النوم من عيني …..وهذا الشعور بدا منذ لمس يدها عندما حاول منعها من الانتحار…قال لها هل تقبل به زوج ؟…تسكت فعلم أن السكوت معناه ألموا فقه وعاشت معه في كوخه الصغير وتركت القصر الفخم والعيشة الرائعة من اجله ومن اجل حبها العذري وعاشت في الكوخ اجمل أيام حياتها معه …وهكذا تنهي الأمواج اجمل حكاية وتعود إلى مكانها لتكون الشاهد على هذا الحب هي وشاطئ البحر حيث تعاهدي على أخبار كل من يحاول الانتحار هذه القصة الرائعة