نظرة باقية..
فبرغم أن المرأة نالت حقوقها كاملة .. إلا أن المجتمع ما زال ينظر إليها نظرة دونية .. فالحقوق لا تساوى شيئاً ما لم تتغير الصورة وتتضح الملامح الحقيقية .. ويُزال أثر العدوان علي المرأة .. لعله آن الأوان لتضاء الأنوار حول محوري البشرية (الرجل والمرأة) لنري الصورة جلية وواضحة دون تشوهات ..
لمصلحة مَنْ تشويه صورة محور من محاور البشرية.. خلقه الله بديعاً نبيلاً .. فنشوهه بأيدينا؟ .. ومتى يعترف المخطئ بخطئه؟ .. " وكما [size=16]أوضح الحديث الشريف: " كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون " ولتكن هناك أيادٍ بيضاء تمتد لتزيل الغبار عن الصورة التى طالما تغبرت بكلمات نسجت من الأفكار السوداء .. وتزيح عنها ما لحقها من أذى وظلم ..
فلا فضل لإنسان علي إنسان إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وما أجمل قول المتنبي:
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال.
ولنحتكم بحكمة قالها الشيخ محمد عبده رحمه الله إذ قال:
" واعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا سادة في بيوتهم .. إنما يلدون عبيداً لغيرهم"".
فلنرتفع بمقام المرأة .. حتى يرتفع شأن المجتمع .. بإعطائها حرية الفكر وحرية أخذ القرار وإعطائها الفرصة لتتكامل مع آدمها التى عاشت معه وتعيش من أجله .. وذلك يتيح لها فرصة إنجاب أطفال يشبون علي احترام كرامة الإنسان دون تفرقة بين رجل وامرأة .. ولتكن التفرقة بين من يبذل من روحه للأسرة والمجتمع والوطن ومن يظل قابعاً في الظل لا يقدم أدنى عمل يثاب عليه.
من الذي ظلم المرأة
لا أعرف لماذا يدور الصراع بين الرجل والمرأة علي مر الزمان ؟ .. لماذا ترفع شعارات وتصاغ الأمثال ضد المرأة ؟ لماذا تبحث المرأة دائماً عن المساواة؟ .. (مع أنني ضد كلمة مساواة) .. لأن المرأة لا ولن تتساوى مع الرجل وذلك لاختلاف تكوينها ولأنها لها وظيفة في الحياة مغايرة لوظيفة الرجل .. وقد كرمها الله بطريقة غير التي كرم الله بها الرجل فلم يسو بينهما جل جلاله إلا في الحقوق والواجبات (أي التكاليف الشرعية).. فهي لا تساوى الرجل لاختلاف طبيعتها عن طبيعته .. فهي كيان قائم بذاته .. كما أن الرجل كيان قائم بذاته. رغم أنهما كيان من كيان .. ورغم أنها خرجت من ضلع أدم .. إلا أنها تتمتع بالخصوصية الذاتية لكونها أنثى . وهو يتمتع بخصوصية لكونه رجلاً.
يقول تعالي:" أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض "(جزء من الآية 195 آل عمران)
فكل من الذكر والأنثي يكمل بعضهم البعض.. "تكامل وليس تساوى" وإلا لكان سبحانه خلق نوعاً واحداً من البشر!! رجالاً فقط أو نساءً فقط يتكاثرون بالانقسام مثلاً أو بأي وسيلة أخري.
وقد استخلف الله الإنسان في الأرض – وكلمة إنسان تشمل الرجال والنساء، فإذا تأملنا هذه الكلمة في اللغة العربية- لغة القرآن- سنجد أن لفظ "إنسان"، يعبر عن الذكر والأنثى، فيقال هو إنسان، وهى إنسان والرجل إنسان والمرأة إنسان، ولا يقال إنسانة، كذلك فإن لفظ "بشر" يطلق علي الذكر وعلي الأنثى، فيقال هو بشر وهي بشر.
ونستدل علي ذلك بآيات عديدة في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:
(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) (آل عمران: 195).
(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحْيينَّه حيوة طيبة، ولنَجْزينَّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (النحل: 97).
(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير) (الحجرات: 13).
فالمساواة هي الأصل بين الاثنين .. وتتمثل المساواة بين الرجال والنساء في المساواة في القيمة الإنسانية والمساواة في الحقوق الاجتماعية، والمساواة في المسؤولية والجزاء، ووحدة المآل، والحساب يوم القيامة.
.. ولدينا الأسئلة كثيرة :
- هل الذي ظلم المرأة هو الرجل؟
- هل ظلمها المجتمع بما يحمل من عادات وتقاليد وأعراف؟
- هل جهلها بأمور دينها الحنيف هو الذي ظلمها .. أم أنه قد تم تجهيلها عمداً؟ - هل ظلمت المرأة نفسها؟
- هل ظلمتها قوة خفية غابت عنا وكانت السبب غير المباشر لهذا الظلم؟.
في الصفحات القادمة سوف يتبين لنا حقيقة ظلم المرأة .. والنظرة المتدنية لها منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
[/size]