مقدمة
يقول الشاعر الفرنسي أربجون : " إن الإنسانية لو واصلت الاعتذار لمدة خمسين ألف سنة للنساء علي ما اقترفه الرجال في حقهن ، لما كان ذلك كافياً"
تحية إلي كل سيدة في هذا الكون .. واعتذار لها ألف اعتذار علي ما لحق بها من تهميش أو تقليل من شأنها .. وأقول لها أيتها المرأة لا تحزنى .. فأنت محور الكون لأنك الأم .. وأم كل شئ هو أصله.. فأنت أصل الرجل والمرأة معاً .. ولا بد أن تشب من داخلك الثقة بنفسك وتنبت داخلك بذور الفخر بذاتك حتى لا تكوني يوماً أسيرة لأهواء أصحاب النزوات .. فلا تكوني أرضاً خصبة لكل صاحب هوى يزرع بداخلك بذور الخنوع .. بل أعلمي أمر دينك .. واعرفي مالك وما عليك لكي تكوني محقة وعلي يديك يسود العدل .. فمن ينادى بحركات التحرير استمعي إليه ولكن لابد وأن تميزى من كلامه الخبيث والطيب .. فلا تدعي كلمة تحرير تأخذ منكِ أكثر مما تعطيكِ .. فالحرية ليست كلمة رخيصة كما حسبها البعض فحرية المرأة في مكانتها التى كفلها لها الإسلام .. فالحرة هي المنزهة عن الأهواء .. والتى تحافظ علي كيانها من أن تعبث به الأيادي أو تتناوله الأبواق الرخيصة أو تشير إليه الأصابع المخطئة بأنها الأدنى .. الحرية في ارتفاع المكانة وعظمة النفس ورقيها .. الحرية في المعرفة والبعد عن حياة اللهو والعبث .. الحرية في تصرفاتك الحكيمة التى تعود عليك وعلي أهل بيتك بالنفع.. كوني لبيتك كالوردة في البستان تفوح برائحتها الطيبة في كل ركن حتى تملأ الدنيا بشذاها .. كوني النموذج المحتذي أينما وجدتِ حتى تثبتى لكل من اتهمك بنقصان الذكاء والفكر بأنك تتفوقين عليه .. كوني منصفة عادلة حتى مع من لم ينصفك .. وأخيراً كوني أنت بكل ما لدى المرأة من عظمة وعطاء بلا مقابل .. عطاء إلي الأبد حتى ولو لم يقدر أحد عطاءك .. فأنت بحمد الله جُبلتِ علي العطاء وأنت رحم الحياة والوسيلة التى أرادها الخالق جل شأنه لتكوني سببا في إقامة دعائم الحياة .