ما انا الا بناقل لهذه الشهاده لاحد مقاتلين معركه مطار بغداد وجدت البطل كتب قصته شخص اخر صديق له يروى على لسانه ما حدث فى احد المنتديات ويصف ما جرى
والبطل اسمه اسماعيل وينقل كلامه شخص اسمه نبيل العراقى او هكذا اختار للنفسه هذا الاسم ما يهمنا هى شهاده البطل
وانحسب انا الان واتركم مع كلام الرجل وعلى لسانه يقول نبيل العراقى الاتى
أنا نبيل..... لم أشارك في هذه المعركة ولكني التقيت بعدد من الشخصيات التي شاركت فيها وعادت منها وكل شخصية روت لي جانبا,..ولهذا فأنا أرجو أن تسمحوا لي بأن أجمع كل هذه الشخصيات في شخصية واحدة أتقمصها... أنا كي أجمع كل هذه الجوانب........
الاستعداد للمعركة
أنا "إسماعيل"..ضابط في الجيش العراقي
صنفي في الجيش هو: صنف الدروع في الحرس الجمهوري..استلمنا أوامر مباشرة بالتوجه إلى المطار فقد تأزمت الأمور هناك..لم تبق لنا الكثير من الدبابات بعد أن أبيد لوائنا بسبب الأوامر الصبيانية التي أرغمتنا على التحرك من بغداد إلى كربلاء عدة مرات جيئة وذهابا وبدون غطاء جوي!! كنت أموت من الحزن كلما أصيبت دبابة من دبابات ال(T-72) فخر الصناعة السوفيتية بإمكانياتها المرعبة...كان قادتنا الشجعان ينفذون الأوامر وعيونهم محمرة من الغضب.دبابتي التي استقلها واحدة من دبابات قليلة ضلت سالمة بأعجوبة.كان الجو لطيفا برغم كل القبح فصعدت على ظهر الدبابة وكي لا أنزلق فقد لففت يدي على مدفعها, لا أعرف لماذا شعرت في تلك اللحظة إن هذه الدبابة هي صديقتي" ربما لان عندي حنين خاص للسلاح السوفيتي فأنا أتخيلهم دوما أصدقاء لنا وحتى سلاحهم كذلك!"كان صوت محركها القوي يمنعني من سماع أي شيء –هذا أفضل- كان الناس في الشوارع ينظرون إلى رتلنا المتواضع وأنا شخصيا تلقيت الكثير من هذه النظرات ربما لان رتبتي كانت كبيرة بعض الشيء؟وكذلك أنه من الغريب أن يجلس ضابط بهذه الرتبة على ظهر دبابة ؟ ولكني أردت أن أكون مع جنودي فلا وقت هناك للتعالي. كانت هناك امرأة تقف في بداية الشارع وتنظر ألي نظرة أم تودع ابنها للمرة الأخيرة وحين مرت دبابتي بجانبها..رأيت دموعها تنزل ..كانت تعرف أي عدو سننازل. أثناء ذلك كله كانت الإنفجارات تدوي . مرت بجانبنا سيارة حمل صغيرة (بيك اب) مسرعة تحمل رجال بملابس سوداء وهم يحملون قاذفات( الاربي جي).. كانوا مليشيا فدائيي صدام .فكرت كثيرا بأهلي.. بزوجتي بأطفالي..ببنتي الكبرى كوثر ولكن لا مجال للتراجع وأنا لا أريد كذلك... وصلنا إلى المطار بعد أن واجهنا المدخل الرئيسي الذي يحرسه عدد من فدائيي صدام, كانت الدنيا تشتعل من حوله ولكن المعركة الحاسمة لم تكن قد بدأت, رأيت عددا كبيرا من الحرس الخاص والحرس الجمهوري وفدائيي صدام و المقاتلين العرب الذين تم تدريبهم في الكلية العسكرية.. أديت التحية للضابط المسؤول و أبلغته بالموقف شفويا..طلب مني أن ادخل سريعا, كان يتكلم وهو يتلفت..كانت البنايات بيد العراقيين ولكن بعض المناطق المحيطة بالمطار يسيطر عليها االمارينز سيطرة تامة...كان مدرج المطار الطويل مليئا بتلال من التراب وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولة هبوط لأي طائرة..دخلت إلى الملجأ الذي حفر كما يبدو على عجل, أخبرني الضابط المسؤول وهو يتكلم بحدة: أن الأوامر واضحة وهي :الصمود ومحاولة تكبيد العدو أقصى خسائر ممكنة...تركته وخرجت متجها إلى بناية أخرى بعد أن مررت بما تبقى من دبابات اللواء التي حاولنا وضعها في مكان يوفر لها بعض الحماية من الضربات الجوية..كان طيران الاستطلاع يتحرك بلا هوادة وبكل الأحجام حتى الصغيرة التي تسير بدون طيار والتي تصدر أزيزا مزعجا.شعرت بجوع شديد فأنا لم آكل منذ ألامس! توجهت إلى مكان دلني عليه الضابط المسؤول حيث توزع "ألا رزاق" كما يسمونها بالمصطلح العسكري.. أكلت بعض الطعام البارد وقطعة من الخبز..كان عندي بعض الفضول حول أولئك المقاتلين العرب ..كانت جماعة منهم تجلس سوية في أحد أركان البنايات..سلمت عليهم..ردوا علي السلام بحرارة مسحت الجالسين بنظرة عابرة ولكن أكثر من جذب انتباهي ,صبي يبدوا انه ومن خلال سحنته أنه من اليمن ,كان ضئيل الجسم حتى إن القاذفة كانت كبيرة علية! جلست معهم وعرفوني بأنفسهم وحسب ما أذكر: صلاح من الجزائر , ناصر من الجزائر أيضا و عبد الرحمن من مصر, والأخير-الصبي-عبد الله من اليمن.. كان ما يثير الاستغراب هو تلك الابتسامة التي على وجوههم! كان عبد الله من اليمن يسألني بنفاذ صبر: متى تبدأ المعركة؟ ابتسمت وأجبته بسؤال: ولماذا أنت مستعجل؟ أجابني بجدية بددت ابتسامتي: أنا مستعجل من أجل الشهادة .قرأت في وجوه الأخرين تعبير يوحي بالتأييد ,كان يتكلم بلغة عربية فصيحة وهو ينظر إلي نظرة صارمة....فكرت في نفسي..كم هي ملعونة الحرب, صبي مثله أمامه الكثير كي يقوم به غير تلك المعركة الخاسرة.. من أقنعهم بالمجيء؟ تركتهم مبتعدا لأني شعرت بالضعف فأنا لا أحمل مثل أيمانهم وشجاعتهم! ..تمشيت إلى مقر القيادة , حيث أن هناك اجتماعا للقادة بعد حوالي عشر دقائق كما أخبرني أحد الجنود ..دخلت إلى مقر القيادة ,إن الاجتماع سريعا وكان يضم مسؤولين من المخابرات و فدائيي صدام والحرس الجمهوري والخاص والفدائيين العرب..كانت هناك خريطة للمطار والمناطق المحيطة به وعليها تأشيرات تدل على أماكن تواجد العدو. أبلغونا أنه تم اتخاذ قرار من جهات عليا بالهجوم مبكرا قبل حلول المساء لأن الأعداء يتفوقون علينا بالمعارك الليلية بما يمتلكون من معدات , أذن ستبدأ المعركة..أبلغنا الضابط المسؤول بالبقاء في مواضعنا لان القصف التمهيدي سيبدأ بعد ربع ساعة فقط والقصف سيتم من مناطق قريبة من المطار حيث سيتم القصف بكل شيء,من الصواريخ إلى المدافع إلى الهاونات الثقيلة إلى الراجمات,أي باختصار سنقصف بكل شيء نمتلكه... بقيت جالسا في المقر المحصن ..حيث تبادلت الكلام مع أحد أصدقائي من الضباط القدامى الذي تخرج معي من نفس دورتي_ لقاء شخص تخرج معك من نفس الدورة هو لقاء له طعم خاص وكأنك تتحدث إلى شخص ولد معك من نفس الرحم وفي نفس اللحظة ! سألته: أخبرني يا عبد الجبار منذ متى وأنت هنا؟زفر زفرة طويلة وحزينة...أنا هنا منذ اليوم الأول..اتسعت عيناي و ألحقته بسؤال آخر: هل ما سمعناه صحيح؟ تلفت و بعد أن أطمئن بعدم وجود شخص قريب..أجاب هامسا: أنا لا أعرف ما سمعتموه ولكن كل ما ستقوله صحيح, ولكن أولا دعني أخبرك عن المحاولة الأولى لاحتلال المطار. بعد أن قامت القوات الأمريكية بمحاولة إنزال قاومناه بكل قوة وقدمنا الكثير من التضحيات. انسحبت هذه القوات بعد أن رفعتها الطائرات المروحية المخصصة لنقل الجنود وبعد وقت قصير فوجئنا بقصف غير عادي! حيث ضربونا بقنبلة واحدة فقط أبيدت على أثرها أكثر من نصف قوتنا!..وهنا سألته باستغراب: قنبلة واحدة؟!! أجابني نعم..قنبلة واحدة نورها أزرق يصل إلى السماء..وبعد ساعات حاولنا أن نخلي الجرحى والقتلى, أتعرف ماذا وجدنا؟ لقد وجدنا جنودنا بكامل ملابسهم وكأنها لم تمس وكذلك أسلحتهم ولكن بدل أن نجدهم مصابين بشظايا أو جروح ..وجدناهم متفحمين!! هل تتصور نوع القنبلة!! أنا ألآن أكلمك وأنا أعرف أنهم إذا واجهوا مقاومة عنيفة فلن يترددوا باستخدامها مرة أخرى فهم غير مستعدين للخسارة أبدا. في هذه الأثناء دقت ساعة الصفر فقد سمعنا صفير أول قذيفة مدفع عراقية ..لقد عرفتها .أنها قذيفة مدفع نمساوي ثقيل... عرفتها من صفيرها.. بعدها اختلطت علي الأصوات ما بين راجمة ومدفعية ثقيلة وصواريخ قصيرة المدى و كل شيء يمكن أن يخطر على البال....
المعركة
انتهى القصف التمهيدي بعد حوالي ثلاثة أرباع الساعة وأعطيت لنا الأوامر بالهجوم...ألف مقاتل سيهاجمون الجانب الشمالي من المطار ولا تفصلنا عن القوات الأمريكية سوى الأسلاك التي تحدد حدود المطار... كانت عشرات السيارات من نوع "بيك اب" وعشرات المدرعات وما تبقى من ال (T-72) تشغل محركاتها للمرة الأخيرة.....كان الجميع يعلم أن هجومنا هو هجوم انتقامي...تجولت بين الرجال..كنت أنظر إلى عيونهم...كانت تجمع الحقد..تجمع الموت ..لم أراهم يفكرون بالمصير الذاهبين إليه..كانوا صامتين وهم يفحصون أسلحتهم للمرة الأخيرة..كان الرجال أسرى توقهم للمعركة..( لن تجد رجالا أصدق من اولئك الرجال في تلك اللحظة)... تجمعت فصائل القوات الخاصة بقبعاتهم الحمراء المميزة وملابسهم المرقطة وكذلك تجمع الفدائيون بملابسهم السوداء وأنزلوا أقنعتهم حتى العنق فظهرت عيونهم فقط...صاروا مرعبين أكثر..كانوا يحملون سيوفا قصيرة تحسبا لمعارك السلاح الأبيض التي يبحثون عنها...الله أكبر..الله أكبر..الله أكبر... صحنا ثلاثا ...وركضنا سوية ..نحو الموت..نحو اللاعودة..نحو التحرر من هذه الحياة...عشرات الآليات انطلقت دفعة واحدة..أمامنا مسافة ليست بعيدة..ولكنها بعيدة!! سباق مع الزمن...سباق مع فوهات المدافع التي تعمل بالليزر..سباق مع المقاتلات ..سباق مع مدافع المروحيات الفتاكة. قاد السائق دبابة ال(T-72) بأقصى سرعة كنا نريد أن نشتبك معهم كي نلغي دور سلاح الجو الأمريكي ..ألقمت مدفع دبابتي الغالية بقذيفة ويدي لا تفارق الزناد بحثا عن هدف..كنت متوترا..أتعرفون متى ينسى الجندي الخوف؟ نعم ..عندما يطلق هو أول إطلاقة فأن الخوف سيندفع بعيدا مع هذه الإطلاقة وينسى كل شيء ولن يتذكر سوى ما تبقى له من عتاد وكيف يصيب العدو.....انفجار يصم الآذان! لقد طارت السيارة التي تسبقني بحوالي ثلاثمائة متر. نظرت جيدا بأجهزة الرؤيا المتطورة وحددت هدفا!! أحتاج إلى أمتار قليلة كي يدخل ضمن المدى....كنت أرجو أن يحالفني الحظ وأعبر هذه الأمتار ..وبعدها لا أريد شيئا..انفجار مدو آخر..لقد صار ضمن المدى.......أطللللللللللق!! أطلقت قلبي مع القذيفة.. ..أراقب هبتها!!.........لقد أصبت الهدف!! انفجرت المدرعة انفجارا مدويا ..كدت أبكي من الفرح..مسدت على قذيفة بجانبي مثلما يمسد الفارس على رقبة جواده حين يجتاز حاجزا به...ألقمت المدفع بقذيفة ثانية..بدأ إطلاق نار كثيف من الجانبين..ولكن الجانب الأمريكي كان يطلق بكثافة جهنمية..كنت أسمع انفجارات قريبة..ويبدو أن الطيران قد وصل. في هذه الإثناء كنا ما نزال نسير بأقصى سرعة ولكن بالتأكيد فأن سيارات" البيك اب" تسبقني!لم يبق الكثير كي نصل إلى منطقة اشتباك مناسبة ولكن المشكلة الأعظم أننا لا نملك غطاءا جويا!..سيصطادونا واحدا تلو الآخر...ظهرت أمامي دبابة توجه فوهتها نحوي مباشرة ..كان رامي رشاشة ال(دوشكا) الموضوعة في أعلى الدبابة يرمي بلا هوادة..أطلقت القذيفة الثانية ولكني أخطأت الهدف بأمتار.. حزنت حزنا أكبر من فرحي الأول..ألآن وصلنا نقطة اللاعودة...أبلغني قائد الدبابة الأخرى عبر الراديو انه أصاب دبابة معادية إصابة مباشرة...مررنا عبر فتحات الأسلاك الشائكة المفتوحة مسبقا بسبب المعركة الأولى. صرنا قريبين منهم في تلك اللحظة أصيبت دبابتي بقذيفة حطمت الجنزير الأيمن .خرجنا مسرعين ونحن نحمل بنادق "الكلاشنيكوف" الهجومية. كنت البس صدرية المخازن المحملة ورمانات يدوية تتدلى من حزامي أخرجت رأسي ودرت به دورة سريعة كي أحدد ملاذا آمنا وكي احدد مصادر النار أيضا ففاجأني صوت الطائرات المروحية التي كانت تنقض على المقاتلين برشاشاتها الثقيلة !! قفزت من الدبابة إلى الأرض وركضت بأقصى سرعة ..لم أكن قد ركضت بعيدا حتى أصابت تلك الطائرة التي كأنها اكتشفت وجود دبابتي فجأة!..أصابت دبابتي الحبيبة أصابه مباشرة جعلتها تطير إلى السماء وكأنها ورقة!! انبطحت على الأرض..رفعت رأسي قليلا وبعد لحظات رأيت أحد المقاتلين يسدد قاذفة ال"ستريلا" المضادة للمروحيات نحو هذه المروحية التي تطير بارتفاع منخفض..كنت أردد في نفسي بإلحاح وكأني أريد أن أجعله يسمعني: أطلق.. أطلق ..أنها ضمن المدى لن تخطئها!! انطلقت القذيفة على مهل وبعدها اشتعل فتيل انطلاقها بأقصى سرعة ..أصاب الجزء الخلفي من الطائرة وخرج دخان من ذيلها جعلها تدور حول نفسها مثل مروحة ولكنها سقطت مبتعدة محدثة انفجارا ولهب!!.. صرنا قريبين وصار الاشتباك بالأسلحة الخفيفة ممكنا..كنت أرى مئات الرجال يركضون ..كان الكثير منهم يقع..كانت أجسادهم تخونهم..لا تطاوعهم..ولكني وكأني أرى أرواحهم ما زالت تركض!! فجأة رأيت شخصا يركض باتجاه تجمع القوات الأمريكية..ولكنه كان يركض بذكاء!! كان يركض بصورة تشبه سير الأفعى يمينا ثم يسارا.. يسارا ثم يمينا..كنت أرمي رشقات من رصاص رشاشي وأعود ناظرا أليه..من هو..أووووه ه ه!! أنه عبد الله اليماني, الصبي الصغير!! آسف "العملاق الصغير" كان يحمل قاذفته ويركض.. كان يريد أن يقترب أكثر لأنه يعرف أن المدى المؤثر لسلاحه لم يكتمل بعد..جلس على ركبته اليسرى أو كما نسميها : جلسة الركبة والنصف.. سدد ...داس على الزناد...ولكن لا شيء ينطلق!!
داس مرة أخرى بلا فائدة!! رأيت الرصاص يرفع التراب الذي يحيطه.. يبدو أنهم كانوا يقصدونه بالتحديد!! رمى قاذفته وركض إلى تله صغيرة تقع إلى يميني ولكن على بعد حوالي مائة متر إلى الأمام..أتدرون ماذا فعل هذا العملاق؟ هل تتصورون ماذا فعل؟ آه منك عبد الله..لقد أخذ قذيفة آربي جي وفتح شريط الأمان الأبيض..وأمسكها بيده كأنها خنجر يماني..وركض بأقصى سرعة نحو دبابة لا تبعد عنه أكثر من مائة وخمسين متر...ركض بأقصى سرعة نحوها ورأسه لا يحيد يميناً أو يسارا..مثل السهم ..ركض..مثل الرصاصة..ركض..مثل القدر الذي لا يخطأ..أني أنظر أليه من خلف التل..قطع الأمتار بزمن كأنه ألف عام و في كل متر يقطعه أتوقع أن يخونه جسده الغض حين يزرعون فيه رصاصتهم..لم يتبق الكثير يا عبد الله أركض يا عبد الله أركض لقد وصلت لا تتركهم يصيبوك أركض يا أيها الصبي العدني..كنت أراه بصعوبة لان قرص الشمس قد غطته سحب الدخان و الإنفجارات العظيمة..ولكن ها هي الشمس قد خرجت مرة أخرى أني أرى عبد الله يركض امتاره الأخيرة !! وصل إلى جانب الدبابة وفي لحظة وصوله قفز بكل ما أوتي من قوة وهو يمسك الرقبة الطويلة لصاروخ الاربي جي . بكلتا يديه ويهوي به بحقد على سرفة الدبابة ويحدث انفجاراً عظيماً!. كان يعلم إن القاذفة المضادة للدروع لن تؤثر ببدنها... لم يبق الكثير من عبد الله ولكنه حقق ما يريد... أيها الشجاع..وداعا.لم أبق على الأرض طويلاً ..قفزت راكضاً إلى الأمام مع عشرات الرجال الراكضين . عن يميني كان الفدائيون يركضون..وعن يساري جنود القوات الخاصة بقبعاتهم الحمراء.. وصلنا مكاناً قريبا من العدو وكان الجو لا زال مظلما بسبب الدخان والحرائق...تحصنا خلف بعض التلال الصغيرة ..يا لها من معركة أسطورية! رجال يركضون نحو الموت .. أنا متأكد أن هذه المعركة لو كانت في زمن الرسول لنزلت بهؤلاء الرجال آية. لم يمر وقت طويل حتى انسحبت القوات الأمريكية بسرعة.كل القوات انسحبت..بل وحتى المروحيات نظرت خلفي رأيت مئات الإصابات وعشرات الدبابات والسيارات المحترقة بمن فيها.. ولكن كانت التعزيزات تصل...وفي هذه الأثناء جاءت الطائرات المقاتلة...كانت تطير على ارتفاع منخفض..صعدت بعدها إحدى هذه الطائرات إلى عنان السماء وعادت وهي تنقض علينا..وصوتها المخيف يخترق الأرض والسماء...وصلت إلى مسافة غير بعيدة..ورأيت وميض الصاروخ ...أطلق صاروخ واحد فقط..نزل بسرعة ..ووقع على بعد حوالي كيلومتر أو أكثر من المكان الذي كنت فيه ولأن الأرض كانت مفتوحة فكنت أرى كل شيء..اختبأت خلف التل ورأيت عاموداً يمتد من الأرض حتى السماء وفي قمته لهيب أزرق..بعدها لم أشعر بشيء..وأنا بين الصحو و وبين الغياب تذكرت زميل دورتي عبد الجبار .....أنه النور الازرق مرة أخرى !! أردت أن أقول قبل أن أذهب في غيبوبة أردت أن أصيح بوجه أولئك القادمين إلينا أن كل زرقة البحر لن ...ت...ه..ز...م..ن..ا .
انتهى هنا كلام البطل
اخوكم
ايام زمان