هل المنطقة مقبلة على حرب جديدة؟ وهل تندلع تلك الحرب بين إسرائيل وحزب الله فقط أم أنها ستمتد لتشمل أطرافاً إقليمية أخرى، إيران وسوريا وحركات المقاومة الفلسطينية؟ وما هو مستوى ونوعية الحرب القادمة، هل كما ادعت إسرائيل أنها ستكون مدمرة، وبلا سقف زمنى أو حد أدنى من الخسائر أم أنها ستمثل بالمقابل نهاية لأسطورة التفوق الاستراتيجى الإسرائيلى، وسيتم– وفقاً لإيران وحزب الله وسوريا– إحراق المثلث الصناعى الإسرائيلى، وتحطيم البنية العسكرية والاستراتيجية للكيان،
وربما تطال الحرب مخزونه النووى وتدميره بالكامل، تساؤلات، راجت واتسع نطاقها فى الأسابيع القليلة الماضية ولم يتوقف صداها عند النخب الحاكمة فى أطراف (لعبة الحرب) الإقليمية، فحسب بل امتدت إلى أروقة، مراكز صنع القرار الدولى، ووسائل إعلامه، وتحولت فى شق منها إلى ما يشبه الحرب النفسية المتبادلة بين الأطراف كافة.
■ وإذا كان لنا أن ندلى برأى ورؤية فى القضية، فإننا نسجلها فى النقاط التالية:
- أولاً: ثمة تقارير إسرائيلية وأمريكية، صدرت عن الحرب القادمة والأسلحة الجديدة فيها، من المفيد تأملها بداية، فلربما سمحت المعلومات التى تقدمها بتفسير حالة الترقب للحرب القائمة فى المنطقة، أول تلك التقارير أو لنقل الدراسات المستقبلية المهمة هو ذلك الذى أصدره قبل أيام المدير السابق لوكالة الاستخبارات فى وزارة الدفاع الأمريكية (جيفرى وايت) وحملت عنوان «الاحتلال فى مواجهة حزب الله وحلفائه»، وأبرز ما جاء فيها أنه «إذا اندلعت الحرب مجدداً على الحدود بين إسرائيل ولبنان، لن يشبه الصراع كثيراً حرب ٢٠٠٦، بل سيكون حادثة، ربما مصيرية، وستؤدى إلى تحول المنطقة بأكملها».
وايت، الذى يعمل حالياً خبيراً فى شؤون الدفاع عقد حلقة حوار استراتيجى ناقش فيها دراسته، وقال إن مسرح الأعمال الحربية سيشمل ٤٠ ألف ميل مربع، وهو ما يعادل ٦٤ ألف كيلو متر مربع، ويتضمن « لبنان (١٠ آلاف كم مربع)، وإسرائيل (٢٠ ألف)، وأجزاء من سوريا (١٨٥ ألفاً) .
وأضاف: إن نهاية الأعمال الحربية فى ٢٠٠٦ شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة من قبل الطرفين، وأن الطرفين سيستخدمان أسلوباً هجومياً بالنظر إلى المواجهات السابقة. وتوقع وايت أن يتركز القتال على الحدود الشمالية لإسرائيل وفى جنوب لبنان، مع عدد من المسارح الثانوية للمواجهات، وقال إن حزب الله سيحاول صد الهجوم الصهيونى البرى فى جنوب لبنان بشراسة، فيما ستحاول إسرائيل الوصول إلى نهر الليطانى، وإلى ما بعد الليطانى، حيث تتركز صواريخ حزب الله.
وفى محاولة لتصوير فداحة الخسائر اللبنانية المتوقعة فى أى حرب، قال وايت إن إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب فى لبنان بدلاً من تشذيبه، ولفت إلى أن الحسم فى الحرب سيكون عن طريق الاجتياح الصهيونى البرى، ومع أن الجيش الصهيونى أتم استعداداته للقتال فى المدن والمناطق الآهلة بالسكان عوضاً عن القتال فى الطبيعة، حسب الخبير الأمريكى، فإن هذا الجيش سيتكبد خسائر لا يستهان بها فى الحرب المقبلة، واعتبر أن حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الصهيونى البرى، لكنه لن يتراجع وستكون معركة الجنوب حاسمة.
وقال وايت: إن التوقعات الصهيونية تشير إلى أن حزب الله سيعمد إلى إطلاق ٥٠٠ أو ٦٠٠ صاروخ يومياً فى اتجاه جميع المدن الإسرائيلية.
وأشار إلى أن تقنية معظم الصواريخ التى بحوزة الحرب أصبحت أفضل مما كانت عليه فى العام ٢٠٠٦.
وختم بأن سيناريوهات نهاية الحرب، ثلاثة، وهى تتضمن الحسم، أو تعب المقاتلين، أو الحل المفروض، الحسم، حسب وايت، لا يمكن إلا لإسرائيل تحقيقه، وبذلك إنهاء خطر حزب الله المسلح وإملاء شروطها لإنهاء الحرب، أما فى الخيارين الثانى والثالث، فستكون النتيجة عبارة عن فوضى، مثل نهاية حربى ١٩٧٣ و٢٠٠٦، وسيعمل المتقاتلون على الاستعداد لحرب أخرى مقبلة.
■ ■ ■
وفى رؤى أمريكية مخابراتية أخرى لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تحدثت عن سيناريوهات المستقبل أشارت إلى أن إسرائيل خلافاً لعدوانها على قطاع غزة فى شتاء ٢٠٠٨-٢٠٠٩، فإنها تعد الآن لحرب متعددة الجبهات من شأنها أن تسفر عن احتلالها لمعظم أراضى القطاع إن لم يكن كلها.
ويذكر أن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى هو المؤسسة الفكرية للوبى اليهودى الصهيونى فى الولايات المتحدة، وأشار المعهد فى واحدة من أحدث دراساته إلى أن القوات الإسرائيلية ستعيد احتلال أجزاء جوهرية من لبنان واحتمال كل قطاع غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه تحالفاً يضم إيران وحماس وحزب الله وسوريا.
وتوقعت أن الحرب التى قد تنفجر بين إسرائيل وحزب الله ستشمل أيضاً حركة حماس، زاعماً امتلاك المنظمتين نحو ٥ آلاف صاروخ.
وقالت الدراسة إن حماس قد تقرر المشاركة فى الصراع بشكل جدى مستخدمة قوة نيران صاروخية قوية وأسلحة بعيدة المدى.
كما أن إسرائيل ستقرر إنهاء المهمة التى كانت بدأتها فى عملية الرصاص المصبوب، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى خسارة حماس قوتها العسكرية فى غزة وعلى الأقل بعض سلطتها السياسية.
وقال التقرير (الدراسة) إن استراتيجية «إسرائيل» العسكرية تقوم على استخدام سلاحها الجوى وبحريتها بشكل هائل لتدمير شبكة حزب الله الصاروخية وتعمل فى الوقت نفسه على ردع سوريا عن المشاركة فى الحرب، وقال: إن إسرائيل سوف تستهدف القوات والبنية التحتية السورية التى تدعم حزب الله كما سوف تستهدف أية عناصر إيرانية تدعم حزب الله.
وأوضح أن إسرائيل قد تحاول ردع أى هجوم إيرانى مباشر عليها من خلال تحذيرات واستعدادات لشن هجمات استراتيجية باستخدام سلاح الجو والصواريخ وقوات البحرية.
بدوره، حذر الضابط السابق فى الجيش الأمريكى والباحث فى مركز أبحاث «الأمن الأمريكى الجديد» أندرو أكسوم، من أن أى احتلال إسرائيلى للبنان سيكون بمثابة كابوس للصهاينة.
وقال خريج الجامعة الأمريكية فى بيروت، إن مصلحة إسرائيل العليا، فى حال قتل حزب الله دبلوماسياً صهيونياً انتقاماً لمقتل عماد مغنية أو قام بخطف جندى، تقتضى توجيه ضربات موجعة فى غضون ثلاثة أو أربعة أيام.
واعتبر أنه فى حرب ٢٠٠٦ كان ما يسمى بالمجتمع الدولى متعاطفاً مع إسرائيل فى الأسبوع الأول للحرب، ولكن بما أن الخسائر اللبنانية كانت أكبر بكثير من الخسائر الصهيونية، وبما أن اللبنانيين هم من أنجح الشعوب فى الإنتاج والتعاطى مع الإعلام العالمى، انقلب التعاطف العالمى وأصبح ضد إسرائيل.
وأضاف أكسوم أن الهدنة القائمة على الأرض بين حزب الله ودولة الكيان، أى ميزان القوى الحالى، هو أفضل ضمانة للردع وللسلام، وهو مؤذ لحزب الله على المدى الطويل.
وختم بالقول بأن أى حرب أخرى لن تكون فى مصلحة الصهاينة ولا اللبنانيين ولا مصالح الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط عموماً.
■ ■ ■
ثانياً: فى المقابل يقدم الجانب المقاوم، والذى تتسع دائرته لتضم (إيران– سوريا– حزب الله– حماس– الجهاد وفصائل المقاومة العربية فى العراق وفلسطين) رؤى أخرى مضادة، تجمع على أن الثمن الذى ستدفعه إسرائيل وأمريكا سيكون باهظاً، وأن الكفة الاستراتيجية هذه المرة سوف تميل لصالح قوى المقاومة وأن ترسانة الصواريخ والأسلحة الجديدة التى تمتلكها جبهة المقاومة، أضحت من القوة والتنوع بحيث تجعل الحرب القادمة ليست مجرد نزهة كما تتصور إسرائيل، ويضربون مثلاً بسوريا التى حصلت مؤخراً على منظومة صواريخ متقدمة من الصناعات العسكرية الروسية، تستطيع أن تصل إلى أى مكان فى الكيان الصهيونى فى سبع دقائق فقط، وهو ما يمثل إضافة جديدة ونقلة نوعية فى المنظومة الصاروخية بالمنطقة.
والصواريخ من طراز P٨٠٠ Yakhont كانت سوريا تعاقدت على شراء كمية منها فى صفقة عقدتها مع روسيا عام ٢٠٠٧ بكلفة ٣٠٠ مليون دولار، ووافقت عليها موسكو قبل أيام، ويستطيع الصاروخ تدمير حاملة طائرات من أى نوع كانت، وفق المعلومات المنشورة عن الصاروخ «ياخونت» الذى يعنى اسمه (الياقوت) بالعربية.
وصاروخ «ياخونت» الذى بدأت مؤسسة ماشيونستروينه الإنتاجية العلمية تصنيعه منذ بداية ثمانينيات القرن الماضى «هو معاد بشكل خاص للقطع البحرية على أنواعها» بحسب ما تقول المؤسسة الروسية فى ملف خاص عن إنتاجه بموقعها على الإنترنت.
وليس الصاروخ الذى يزن ٣ أطنان قادراً على تغيير ارتفاعاته من عال إلى منخفض وبالعكس أثناء التحليق، بل بالإمكان إطلاقه من أى منصة ثابتة على البر أو فى البحر من سفينة أو غواصة، وكذلك من طائرة مقاتلة.
وهو قادر على حمل رأس متفجر يزن من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ كيلو جرام ويصعب على الرادارات اكتشافه قبل فوات الأوان لسرعته التى تفوق سرعة الصوت بمرتين وستة أعشار، لأنه يمضى إلى الهدف بسرعة ٧٥٠ متراً بالثانية الواحدة إلى مدى أقصاه ٣٠٠ كيلو متر يقطعها بأقل من ٧ دقائق محققاً ضرب أى مكان فى إسرائيل أو سفنها وطراداتها فى عرض البحر إذا ما تم إطلاقه من الساحل الجنوبى لسوريا.
وتقول جمعية العلماء الأمريكيين فى تقرير لها عن «ياخونت» إنه الأكثر تطوراً بين الصواريخ المعادية للقطع الحربية فى ترسانات الأسلحة الحديثة، وهو متفوق بمزاياه عن صاروخى «هاربون» و«توماهوك» الأمريكيين، وأفضل بكثير من صاروخ أكسوست الفرنسى الذى يصل مداه إلى ٤٥ كيلو متراً فقط ويعد ذلك الصاروخ إضافة قوية للترسانة الصاروخية السورية ويمثل جزءاً من منظومة الردع وربما الحرب القادمة فى المنطقة، وما يقال عن سوريا ومنظوماتها التسليحية المتطورة يقال أيضاً عن إيران ومنظومتها الصاروخية والبحرية والجوية الضاربة، ويقال أيضاً عن حزب الله وحركات المقاومة العربية الأخرى.
■ ■ ■
ثالثاً: ولكن، وأياً كانت التقديرات على جانبى المواجهة، فإن المؤكد ومن واقع متابعة خاصة بالكاتب، لهذا الملف، فإن الطرفين حتى هذه اللحظة يتحسبون لتلك المواجهة، ويترددان فى الاندفاع إليها لمعرفتهما المسبقة- خاصة الطرف الإسرائيلى– الأمريكى- أن الثمن الذى سيدفع سيكون باهظاً للغاية، وقد يمثل بالفعل مقدمة لنهاية أسطورة دولة الإرهاب فى المنطقة (إسرائيل) وقد يؤدى تداعى نتائج الحرب إلى سقوط أنظمة وصعود أخرى فى غير صالح (واشنطن) التى تحتاج إلى المنطقة أكثر من حاجة المنطقة إلى واشنطن،
لاعتبارات استراتيجية واقتصادية– نفطية– باتت معلومة للجميع، لذلك ثمة تردد وأحياناً تراجع عن قرار الحرب القادمة، ولكن ما يرجح وقوعها فى تقديرنا أن الطرف الإسرائيلى يعتبر اقتراب إيران من صناعة القنبلة النووية، والتفوق النوعى التسليحى لدى سوريا وحزب الله (القوة الصاروخية تحديداً) بمثابة خط أحمر،
ودعوة فورية للحرب أياً كان الثمن الذى سيدفع فيها، وإذا علمنا أن السيطرة اليمينية المتطرفة حالياً على صناعة القرار العسكرى والسياسى الإسرائيلى (وبالمناسبة كلهم يمين لا فرق لدينا) سوف تدفع باتجاه ارتكاب العديد من الحماقات، والاندفاعات غير المحسوبة، ومنها الاندفاع ناحية الحرب ضد إيران، وسوريا، وحزب الله، فإن احتمالات الحرب سوف تكون هى الأقرب للتوقع والحدوث.
رابعاً: وإذا نحينا جانباً، اعتبارات التردد السابقة، ورجحنا كفة الاندفاع والحماقة الإسرائيلية ناحية الحرب، فإننا نتوقع أن تبدأ الحرب فى جنوب لبنان أولاً، ثم تتمدد وتتسع لتصل إلى المنشآت النووية الإيرانية، ومراكز الجيش السورى حول- وفى- الجولان المحتل، مع محاولات الاعتداء مجدداً على غزة لإسقاط حكومة حماس وإعادة احتلال القطاع، فى المقابل بات من المؤكد أن (حزب الله) لن يقف مكتوف اليدين حتى يتلقى الضربات الأولى،
إذ أضحى من المرجح عسكرياً لدينا أن حزب الله سوف ينقل المعركة فوراً ومن بداياتها إلى داخل مستوطنات العدو فى شمال فلسطين وسوف تنهال صواريخه بعيدة المدى على قلب إسرائيل الصناعى، مما سيصعب عمليات الغزو البرى الإسرائيلى والضغط الجوى عبر سلاح الطيران، ليصبح القتلى فى صفوف الإسرائيليين هذه المرة مضاعفاً وبأيدى الإسرائيليين أنفسهم،
ولا نذيع سراً عندما نؤكد أن حزب الله قد أعد خطة شديدة الدقة والقوة سوف تشل القدرة الجوية والبرية الإسرائيلية، بعد أن امتلك أسلحة متقدمة تم بها تحييد القدرات البحرية فى حرب ٢٠٠٦ عبر الصواريخ المتطورة الخاصة بالقطع البحرية، ويتوقع الخبراء والمطلعين على الملف الإيرانى والسورى، أن ثمة اتفاقاً استراتيجياً قد وُقع بأن تنهال الصواريخ الإيرانية والسورية الحديثة جداً على تل أبيب، وألا يترك حزب الله أو حماس وحدهما فى المواجهة.
■ طبعاً من المعلوم أن إسرائيل سوف تكون هى البادئة بالحرب، ولن توفر وسيلة أو سلاحاً إلا واستخدمته بما فى ذلك الأسلحة المحرمة التى تمدها بها أمريكا، والتى سبق استخدام بعضها فى حرب (٢٠٠٦و٢٠٠٩) وسنشاهد عشرات بل مئات الضحايا من المدنيين فى غزة وبيروت ودمشق والمدن السورية والإيرانية، إلا أن القدرة على امتصاص الصدمة الأولى، من قبل الجبهة المقاومة باتت أكثر وضوحاً، وإمكانية الرد عليها بأسرع منها، بات أمراً تؤكده التقارير الاستراتيجية الدولية المحايدة، وليس تلك التى تعدها المراكز البحثية الأمريكية كجزء من الحرب النفسية ضد المقاومة،
والمهم هنا أن الطرف الإسرائيلى (وبالطبع الأمريكى) لن يكون فى مقدوره الصمود أكثر من أسبوعين فى مواجهة بهذا الاتساع والشراسة، ولذلك ينصح الخبراء الإسرائيليون بأن تكون الحرب خاطفة وسريعة وباهظة التكلفة بالنسبة للجانب المقاوم، وهو أمر غير مضمون تماماً فى ضوء تجربة حرب ٢٠٠٦ (مع حزب الله) و٢٠٠٩ مع قوى المقاومة فى غزة.
■ ومن المتوقع فى الحرب القادمة أن يتم تدمير العديد من القواعد والمصالح الأمريكية فى المنطقة وبخاصة دول الخليج التى هى شبه محتلة أمريكياً (ولكن بمزاجها على عكس فلسطين كما يعلم الجميع) ولن يكون مفاجئاً أن تسقط أسطورة الحداثة والسياحة والتقدم على النسق الرأسمالى الأمريكى فى الخليج العربى، الذى لم يعد كذلك فى الواقع، وأن تنال بعض مشيخياته ودوله نصيبها من كلفة الحرب القادمة، وهو (نصيب) قد يرجع بعضها إلى عهد البداوة الأول.
■ ■ ■
■ إنها الحرب إذن ..
وإذا ما اشتعلت وأطلقت رصاصاتها الأولى فإن الشىء المؤكد فقط منها أن وجه هذه المنطقة سوف يتغير تماماً، ولن تكون كما كانت من قبل، وأياً ما كان الثمن المدفوع عربياً وإسلامياً فيها، فإن الثمن الذى سيدفعه الطرف الآخر (إسرائيل– أمريكا وأصدقاؤهما فى المنطقة) سيكون الأكثر كلفة لأسباب عدة ربما أحدها هو أن الطرف المواجه لهما قد تعود أن يدفع وأن يضحى، وهو دائماً معتدى عليه وليس لديه ما يخسره فعلياً أما الطرف الآخر (الإسرائيلى– الأمريكى) فإن أقل ثمن يدفعه سوف يؤثر عليه وعلى بقائه فى منطقة، يعلم جيداً أنها تلفظه منذ قدمها غازياً ومحتلاً مجرماً. والله أعلم.