القاهرة: قضت محكمة الجنايات في شمال محافظة الجيزة المصرية بإحالة أوراق عشري شحاته عطية ( 27 سنة) ، المتهم بقتل الطفلين زياد "12 سنة" وشهد "5 سنوات" واللذان عثر عليهما مذبوحين داخل شقتهما بمنطقة العمرانية ، إلى فضيلة المفتي .
وبدأت وقائع الجلسة اليوم 28 أكتوبر / تشرين أول 2009 فى تمام الساعة 11 صباحا برئاسة القاضي حسين فخري وسط حضور إعلامي مكثف من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية ، كما حضر والدا الضحيتين، وتم احضار المتهم من محبسه وسط حراسة أمنية مشددة قبل إيداعه في قفص الاتهام .
وبدأت الجلسة بمرافعة المحامية أسماء عبد العال ،والدة المجني عليهما، كأول محامية تترافع عن دم طفليها ، وقالت الأم عقب المرافعة "أن قضية اليوم من أصعب القضايا التي تترافع فيها لأنها تدافع اليوم عن حقوق فلذة كبدها التي لم تشفع برءاتهما وطفولتهما وصرخاتهما عند الجاني ليرحمهم فقتلهما بدون شفقة أو رحمة".
ومن جانبه حاول دفاع الجاني التشكيك في تحقيقات النيابة ، قائلا "انها قد بنيت على خطوات باطلة لذا فهي باطلة" .
وفور صدور الحكم ، سقطت والدة المجني عليهما مغشيا عليها من شدة الفرحة ، ثم ما لبثت ان فاقت مرددة "الله اكبر" ، فيما قام الجاني بتغطية وجهه وسقط مغشيا عليه.
وتعود أحداث الواقعة البشعة عندما ألقت أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة القبض على المتهم فى 11 مايو/آيار الماضى، والذى تبين أنه ابن شقيقة والد الضحيتين، واعترف بارتكاب جريمته البشعة للانتقام من والدهما الذى طرده من العمل فى ورشته، وأساء إلى سمعته فى بلدته بسوهاج واتهمه بسرقته.
وكانت التحريات المكثفة التى أجرتها أجهزة الأمن بالجيزة قد توصلت إلى أن مرتكب الحادث هو المدعو عشرى شحاته عطية حاصل على بكالوريوس تربية، وكان يعمل استورجى بورشة والد المجني عليهما جمال ربيع ابوالعلا "استورجى- 35 سنة"، ويقيم معه بمنزله .
وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن سوهاج، نجح ضباط مديرية أمن الجيزة في إلقاء القبض على المذكور بمسقط رأسه واصطحابه الى الجيزة. بمواجهته اعترف بقيامه بقتل ابن خاله وشقيقته انتقاما من والدهما الذي طرده وأساء لسمعته وأدلي باعترافات تفصيلية حول جريمته
وقال المتهم إنه لم يعش طفولته وانه ظل منذ صغره يعمل في مهن حرفية مختلفة واستمر طوال سنوات دراسته يتدبر مصاريف الدراسة ونفقاته الشخصية وكان مجتهداً في دراسته حتي تخرج في الجامعة منذ عد سنوات بحصوله علي بكالوريوس التربية وظن عندها ان الدنيا سوف تبتسم وتفتح ذراعيها له وتقدم للعديد من الوظائف دون جدوي حتي أصيب بحالة من اليأس والاحباط وحضر إلي خاله والد المجني عليهما منذ خمسة أشهر للبحث عن عمل بأي مهنة.
أضاف المتهم استقبلني خالي ورحب بي بوجه بشوش واستضافني للاقامة معه بمسكنه وسط أسرته وألحقني بالعمل لديه بورشة الدهانات التي يمتلكها واستمر الحال علي هذا طوال خمسة أشهر كنت أعامل المجني عليهما زياد وشهد خلالها مثل اخوتي وأحترم خالي وزوجته حيث انني كنت أعتبره بمثابة والدي إلي ان فوجئت بخالي يغير معاملته لي بعدما اكتشف انني أقوم بأداء بعض الأعمال بالورشة لحسابي الخاص فتشاجر معي،
وحدثت بيننا خلافات مالية تغيرت بعدها معاملة زوجة خالي وطفليه لي وأصبحت ألقي منهم أسوأ معاملة وفوجئت بخالي يطردني من مسكنه وورشته ويتهمني بسرقته فعدت إلي بلدتي سوهاج ولم يكتف خالي بذلك بل اتصل بأقاربنا وأفراد عائلتنا وشوه صورتي أمامهم وأساء لسمعتي فقررت الانتقام منه وخططت لثلاثة أيام كاملة حتي قررت قتل طفليه لأحرق قلبه عليهما وأدمر حياته كما دمر مستقبلي وشوه صورتي أمام الجميع .
تابع المتهم : استقليت القطار المتجه إلي الجيزة ووصلت في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وفي الصباح توجهت في العاشرة إلي منطقة سكن خالي وظللت أراقب المنزل من بعيد حتي نزلت زوجة خالي متوجهة لعملها وتوجه هو إلي ورشته فدخلت إلي العقار دون ان يشاهدني أحد وطرقت باب الشقة ففتح لي المجني عليه زياد واستقبلني بترحاب فاستدرجته إلي غرفة نومه وتوجهت إلي المطبخ وأحضرت سكيناً وسددت له عدة طعنات بأجزاء متفرقة من جسده فاستيقظت شقيقته شهد علي صرخاته واستغاثاته مذعورة فسددت لها عدة طعنات هي الأخري قبل ان تستغيث وينتبه الجيران لصرخاتهما وسددت لهما 60 طعنة حتي تأكدت من مصرعهما وقمت بذبحهما من رقبتيهما.
استطرد المتهم قائلاً لم تستغرق جريمتي أكثر من عشرة دقائق داخل الشقة قمت بعدها بالخروج بعدما أخذت الهاتف المحمول الخاص بزياد وألقيت بالسكين المستخدمة في الجريمة سلة مهملات بالعقار وأثناء خروجي من العقار قابلني حسين مجدي محمد "17 سنة" "نجار" الذي يقيم بالمنطقة والذي يعرفني جيداً بحكم عملي بالورشة وعندما حاول مصافحتي تواريت منه وفررت هارباً إلي بلدتي وفي الطريق تخلصت من الهاتف المحمول بالقائه وظللت بالبلدة حتي فوجئت برجال المباحث يلقون القبض علي .