دروس مستفاده من معركه الاسماعيليه :
* اعطاء القائد المسئول حريه اختيار القرار .
وضح خلال الفترة من 17 الي 21 اكتوبر تدخل القياده العامه في القاهرة رأسا في تصريف امور الجيش الثاني الميداني عبر قررات تأتي رأسا او عبر الفريق سعد الشاذلي الذي قاد الجيش لفترة من الزمن فعليا خلال تواجده هناك رغم وجود اللواء عبد المنعم خليل والذي عٌين ليله 16 اكتوبر خلفا للواء سعد مأمون الذي اصيب بأزمه قلبيه اثناء تطوير الهجوم يوم 14 اكتوبر .
وفي هذا السياق فقد اتخذت القياده العامه قرارين خاطئين جدا فيما يخص الجيش الثاني .
الاول هو عدم اعطاء القياده للواء تيسير العقاد رئيس اركان الجيش الثاني وهو يعتبر الرجل الثاني في الجيش واكثر رجال الجيش المصري في ذلك الوقت معرفه ودرايه بأوضاع جيشه بعد اللواء سعد مأمون .
الثاني تعيين اللواء عبد المنعم خليل قائدا للجيش في وسط الحرب ، فالرجل يحتاج الي فترة لكي يلم بالامور ومجريات الاحداث وهو بعيدا كل البعد عنها لمده عام منذ ان ترك قياده الجيش الثاني في عام 72 .
فكان تعيين اللواء عبد المنعم خليل ظلما له وفي نفس الوقت ظلم بين للجيش الثاني الميداني ككل في فترة حرجه جدا في الحرب ، فبعد تعيين اللواء عبد المنعم خليل كانت اوامر الجيش تصدر من رئيس الاركان او القائد العام رأسا حتي في وجود اللواء عبد المنعم خليل .
وخلال الفترة من 17 حتي 21 تقريبا لم يقم اللواء عبد المنعم خليل بأي اعمال كقائد للجيش الا نادرا ، فقد كان متفرجا فقط علي الاحداث .
فتارة تأتي قوة صاعقه من معسكراتها بأنشاص بمهمه محدده من القياده لا يعلم عنها قائد الجيش اي شئ وبعيده كل البعد عن واقع الاحداث كما تم مع المجموعه 39 صاعقه بقياده العميد ابراهيم الرفاعي الذي استشهد يوم 19 اكتوبر ، وكما حدث مع المجموعه 139 صاعقه بقياده العقيد اسامه ابراهيم والذي انقذها اللواء عبد المنعم خليل من التدمير عندما جاء قائدها بأوامر للعمل في منطقه معينه واتضح ان العدو اصبح يحتل تلك المنطقه .
وتارة اخري تأتي قوة ضفادع بشريه من الاسكندريه رأسا وبدون علم قائد الجيش الثاني لتنفيذ عمليه نسف لجسر العبور الاسرائيلي في حين ان مناطق عبور تلك القوة ومحور تقدمها وابحارها اصبح تحت السيطرة الاسرائيليه الكامله مما يهددها بالفناء .
فكان قائد الجيش في تلك الفترة لا يستطيع تحريك دبابه واحده قبل الرجوع الي القياده العامه في جمود غريب من القياده
لكن عندما تولي قائد الجيش الثاني الجديد زمام الامور والتحكم في مقاليد قواته وتركته القياده العامه يتصرف كقائد للجيش ، فقد استطاع تحريك قواته وتنظيم دفاعه عن الاسماعيليه وفق القوات المتاحه له وطبقا لرؤيته للموقف من داخل المعركه واستطاع ان يحمي المدينه ورجاله من الهزيمه عندما عادت السيطرة في يد شخص واحد يحرك ويسيطر علي القوة وينسق عملها كما ينبغي .
* اهميه الاستطلاع ومعرفه الارض .
غاب الاستطلاع عن مجريات الامور طوال الفترة من 17 الي 19 اكتوبر مما جعل الكثير من القوات المصريه تقع فريسه كمائن محكمه للعدو في مناطق لم يتوقع ان يتواجد بها العدو
لكن مع دخول قوات الصاعقه والمظلات الي داخل الثغرة للعمل داخل صفوفها في اعمال الكمائن والصيد ، كانت تلك القوات ترسل الكثير من تقارير الاستطلاع الحقيقيه ، وتلك التقارير وضعت صورة كامله امام قائد الجيش الثاني عن محاور تقدم العدو المتوقعه واعداد دباباته ، مما جعل القوات المصريه تختار القوات المناسبه في المناطق المناسبه للدفاع عن الاسماعيليه .
فتم وضع قوات المظلات والصاعقه في مناطق الزراعات والتباب الرمليه التي تمكنها من الضرب والتحرك في ستر تلك التضاريس الارضيه وبدون خسائر وفي نفس الوقت تكبد العدو خسائر فادحه .
* الخطط المناسبه.
تميز التخطيط للدفاع عن الاسماعيليه وجود خطط وخطط بدليله وخطط طوارئ ، فالدفاع عن المحاور الاربعه هي الخطه الاصليه ، ولو تم اختراق تلك الدفاعات هناك قوة مناسبه جاهزة للتحرك لرد الهجوم واستعاده الاوضاع تملثت في اللواء 118 ميكانيكي ومدفعيه الجيش الثاني ، وفي حاله فشل تلك الهجمات ، فأن الجسور تم تلغيمها لكي يتم تفجيرها لحرمان الدبابات الاسرائيليه من العبور .
* تنسيق التعاون والحشد .
اظهرت تلك المعركه اهميه تنسيق التعاون بين قوات الجيش الثاني المختلفه ، فالعميد ابو غزاله قائد مدفعيه الجيش الثاني نسق مدفعيته المختلفه سواء مدفعيه الجيش أو مدفعيه الفرقه 16 والفرقه 21 لحشد اكبر حشد نيراني ممكن لوقف الهجوم وقد نجح القصف المدفعي المكثف في تصعيب المهمه علي دبابات شارون في التقدم تجاه الاسماعيليه وكذلك ظهر تنسيق التعاون مع قياده الجيش في توجيه النيران المباشرة والغير مباشرة ضد اتجاه تقدم العدو نتيجه وجود عناصر استطلاع وعناصر ادارة نيران في الخطوط الاماميه لقواتنا .
* حسن توقع اتجاهات هجوم العدو .
استطاعت قياده الجيش الثاني ان تتوقع اتجاهات هجوم العدو وتكثف دفاعتها عليها لحمايه الاسماعيليه من منطلق العلم التام بتكتيات العدو واسلوب قتاله ، وهو الاندفاع بالمدرعات تحت القصف المدفعي والجوي لتحقيق الهدف في اسرع وقت وتحقيق اختراق عميق في صفوف القوة المدافعه .
ولذلك تم دعم كل عناصر الصاعقه والمظلات بمرتبات اضافيه من مقذوفات مضاده للدبابات لصد دبابات العدو .
إن معركه الاسماعيليه يوم 22 اكتوبر هي احد المعارك البارزة في تاريخ العسكريه المصريه والتي يجب الاشارة لها والقاء الضوء عليها لكي تظل في ذاكرة هذا الجيل والاجيال القادمه، ولكي يعي العالم اجمع ان حرب اكتوبر ليست فقط هي الثغرة كما يحاول الاعلام الصهيوني الغربي بثه في الشباب المصري العربي .
فالثغره والهاله الاعلاميه اليهوديه التي صاحبتها وحتي الان قد طمست وعن عمد تاريخ تلك المعركه التي كانت شرسه جدا جدا ، ولا تقل عن اي معركه اجنبيه تم عمل افلام ودراسات عنها ومجَدها التاريخ الاجنبي .